كاتب

كاتب

الاثنين، 7 نوفمبر 2016

**سفينة الشّعر** بقلم الاستاذ سفيان المسيليني .

سفينة الشّعر
**************
جميعهم .. ذهبوا أدراج أحلام
لم يبق غيرك ،
من تعنيه آلامي
سفينة الشّعر ..
شطآني برمت بها
عمري انتهى بيدي قرصانها السّامي
فأبحري
واصنعي لي غيرنا بلدا
فقد غدوت هنا أيّوب أورامي
وخلّصيني من الإنسان
واندفعي عبر التّجاعيد
أثلج جرحي الحامي
بين الغمامات ،
تحت الماء حيث أرى جسر العبور ،
إلى جنّات أوهامي
وأوصليني إلى ..
أرجوك أيّ إلى ...
فقد تتالت هنا أحكام إعدامي
فالشطّ يا أخت فيه حبل مشنقتي
فأطعمي السّيف ، كي يقتات
من هامي
أحببت
لو خلقت في غير موطنها أبناء أمّي ،
وأبنائي .. وأرحامي
لم تبق صدفة أعمى ما غزت قدمي
يكفي أخيّة
أدمى الصمت أقدامي
فأشرعت عبر ليل القصف سارية
تحت الرّصاص ،
تشظّي سيله الطّامي
ولم تهمّ لقنّاص ...
بإبرته ما كان لله ..
أو تأبه لصمّام
حتى رمتني بعبّ القطب ،
يا رئتي مجّي الصّقيع ..
ففيه طبّ أسقامي
وأنت يا نسما للبرء ..
شادية فيك اليمامات ..
لن تؤذى بأنسامي
إنّي خلعت وراء الشّط أرديتي
وقد غسلت تلافيفي
بحمّام
فلا تخافي على طهر المروج
فقد خلّفت في أرضهم شعري
ولوّامي
أقسمت بالماء
أنّي مذ دخلت به غيّرت وجهي ،
وأشيائي وهندامي
أنزلت عنّي عباءاتي .. وتجربتي
سنابك الخيل ،
سرجي ، ذئب أحلامي
وألف ألف حفيد ..
كلّهم حبسوا ظلّي الكسير بأسلاك ..
وأختام
ودّعت رخص شبابي ..
كذب عاطفتي
وما حشا الفكر من وهم وإيهام
شعري الحزين
قوافيّ التي تعبت منها كؤوسي ..
دواويني ... وأقلامي
تراث أهلي حكايات ملفّقة
تاريخ قومي اجترار ..
وشم أقدام
هم علّموني فقالوا :
" جئت من رحم "
وعوّدوني على تقديس أرحام
وقد حصدت الصّدا ألفا
فأمنيتي أن أسمع الماء لحني ..
بعض أنغامي
وأكره الشّمس إن يوما بدت لهم
لأنّها نجست
من وجه أقوامي
هنا المنايا أسيرات لخالقها
وقيمة الخلق
ليست صفّ أرقام
هنا جدودي
الألى قادوا قياصرة حضارة الماء
أخوالي وأعمامي
عمدانهم من جبال الدّر ...
أطرقهم من المحارات
قد رصّت بإحكام
وأنتقي ...
غير أرض النّاس مملكتي
وغير كلّ ملوك النّاس خدّامي
وقلت للسّمك المرتاب من شبكي :
كله ..
أكلت إذن ماحاك إجرامي
كله،
تعبت أنا من حمل أوسمة أنّي أصيد
وباب القدس قدّامي
عشنا على الغزو
صار الغزو سمعتنا
في حين نغزى .. ولا نبل .. ولا رام
وقال لي ملك المرجان :
أنت فتى منّا ...
أقم عندنا .. في ألف إكرام
وراح يعرض كرمى لي ، عساكره
ويمرج الماء أعلاما ...
بأعلام
فاللّون شعشع من وجهي إلى قدمي
والضّوء لوّن أشكالي
وأحجامي
وتلك دسكرة المرجان
تنشر لي أطيافها الحمر
مثل الخمر بالجام
بلى شربت فما أنسيت ملحمتي
لكنّ دامية
مالت على دام
وفي القريب ..
من الفيروز أشرطة
ظننتها بردى في مدخل الشّام
ومرّ سرب من الحيتان
ليس به إلا القريض ..
لسان الامّة ، النّامي
وحاد منها لئيم ، خلت يأكلني
فقلت كلني
ولكن قبل إعدامي
أنظر هنا في كفوفي بعض أرغفة
فإن رأيت
ففي قرطاج أيتامي
فكان منّي كمن قد مسّه حرم
وكنت منه
كمن في ثوب إحرام
وغامزتني مها
في الماء عارية
ووحده العري يجلو خامة الخام
راقبتها في حريق الماء ذائبة
كأنّما اصطنعت
من عدل وإجرام
جاءت صهارة شوق في لجاجته
فقلت : لا تهربي
من كفّ رسّام
كانت على الضّوء صنو الضّوء منتشرا
لها اشرأبّت شغافي
بعد أحلامي
لو الضّياء رماها
في أشعّته
عادت أشعّته نايات أنغام
دارت حواليّ ..
دارت حولها فكري ودارت الأرض
من عطر لها هام
ترى الصّبيّة هذي ، من عرائسه؟
فقال لي البحر :
هذا قول أزلام
من أين لي ؟ ومتى ؟
بل كيف أنظمه شعري ؟
وزادت على القرنين أعوامي
فقلت هذي إذن مرّت على كتبي
في ذات شعر ..
فكانت صنع إلهامي
وقال لي قلمي :
لا ما عثرت بها في ليل محبرة ،
أو فجر أنسام
وحيّراني
فقلت الحلم أرسلها ..
ووشوشتني وقالت أيّ أحلام؟
ألا رأيت إلى زنديك ..
وانطبقا من حول خصري
وقد لجّا بإيلامي ؟
قالت محارتها لمّا همست لها
وقد ملئت بإعجاب
و إعظام
اسمع حكايتها :
لمّا حملت بها في ظلّ ليل
مهيب الفجر ... بسّام
فتحت فاهي إلى ربي مرجّية
من بعد عقمي
حملا دون آثام
أغدو به كمحار البحر
ذات مها
فرقّ لي وبكى من طهر آلامي
وعوّض الصّبر
لا رملا ، ولا صدفا
وإنّما قطرة من دمعه السّامي
فيا غريبا أتى والنّوق قد رخصت
تهدي بكارتها
للجائع الظّامي
فاحمل عروسك ..
لفح الملح صيّرها مليحة
برئت من كلّ آثام
واشكر سفينتك الخفّاق بيرقها
ذات الشراعين
من قول وافحام
سفينة الشعر يكفي ..
جزت مرحلة من الطّواف
تخطّت كلّ أحلامي
ملكتني امرأة
من أحرف تعبت منها المعاجم ..
لكن دون إعجام
وقلت يا شبكي ، يا باب أرغفتي
رغم المجاعات ..
لا أرجوك إطعامي
وأنت يا نرد صر خدّام أنملتي
حتّى أظلّ أنا
خلاّق أيامي
ويا سبيّة شعري ..
عفو لفظته ..
لابأس بالصّيد من عام إلى عام ..
---------------------------------------- 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق