كاتب

كاتب

الأحد، 26 يونيو 2016

حكايه ازليه ******بقلم حسيبه طاهر

حكاية أزليّة بقلم /حسيبة طاهر كندا/
دخل الربيع بجماله اليوسفي الكهف المظلم بعد عودته
من رحلته الكونية وطبع قبلة على شفاه حبيبته الغارقة في
سبات فصلي.. فركت الطبيعة عينيها النجلاوتين، وتثاءبت
بكسل ودلع بعد سبات طويل .
غادرت شتاءها، ومشت بغنج ودلع تجر أثوابها الباهتة
ويده تحتضن يدها ، فانبهرت باحتفائه بها .. ما هذا ؟
صرخت ؛ سمفونية ألوان تتماوج من الأغمق إلى الأفتح..
لوحة ترسمها الأغاني من حناجر البلابل وخرير السواقي..
تفتّح أزهار فتية ما زالت على عهد العذرية.. أغصان لم
تختِنها بعد يد البشرية.. أبسطة خضراء وقرمزية..!
حبيبي ها قد أعدت لي حياتي بعد أن كنت قاضية، وأعدت
لي حريتي بعد طول اعتقال، سأستحم بأشعة الشمس الذهبية
وأتعطر بشذى الزهور البرية، وأتزين بعصير شقائق النعمان
الفتية، وأنزع عني أسمالا بالية لأرتدي حريرا ورديا، وبعدها
أراقصك رقصة «السندريلا » السحرية، ونبارك تصالح قطبي
الكرة الأرضية، ونؤبن كآبة منسية، ونتمتع بعبير شبابنا النديِّ
قبل أن تدق ساعة التغيير الأزليِّ، فتجف من جديد أمانينا،
وتُصلب أغانينا، فالحكاية مستديمة، والطاحونة تدور بنا،
فمهما طال الدجى آت سناءه، ومهما طال السناء آت دجاه..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق